رحلة الأرنب لومي إلى مدينة الألوان - الجزء الرابع

post-title

بعد مغادرة غابة الهمسات، وقف لومي وفارو أمام سلسلة من التلال تتلألأ ألوانها تحت شمس العصر، وكأن الأرض نفسها نُسجت بخيوط قوس قزح. كانت الألوان تتحرك بخفة، تذوب وتتشكل من جديد، مما جعل المشهد يبدو وكأنه حلم. وبينما كانا يتسلقان أول تل، سمعا صوتًا ناعمًا ينادي: "أنتم تبحثون عن مدينة الألوان، أليس كذلك؟" استدارا فوجدا فتاة صغيرة، شعرها طويل أسود كالليل، وعيناها تتلألآن كالماء. كانت ترتدي عباءة رمادية باهتة لا تناسب المكان المشرق حولها. اقتربت بخطوات هادئة وقالت: "أنا أعرف الطريق، لكن عليكم أن تثقوا بي." تبادل لومي وفارو نظرة حذرة. سأل فارو: "ومن أنتِ؟" ابتسمت: "اسمي نيرا. كنت هناك من قبل... وعرفت أسرارها." شعرت كلماتها بثقل غامض، وكأنها تحمل تاريخًا لم ترغب في الإفصاح عنه. وافقتا على مرافقتها، فسارت أمامهما بخفة، تتجنب مناطق معينة من التلال وكأنها تعرف خباياها. في منتصف الطريق، توقفت نيرا فجأة، نظرت إلى لومي مباشرة وقالت: "قبل أن تصل إلى المدينة، يجب أن تختار. لا يمكن لأحد أن يدخلها إلا إذا تخلّى عن أثمن ما يملك." ارتبك لومي: "أثمن ما أملك؟" ردت بهدوء: "ليس دائمًا شيئًا ماديًا." كانت عيناها تلمعان وكأنها تعرف شيئًا عنه لم يخبر به أحد. مع اقترابهم من قمة التل الأخير، شعر لومي بأن الألوان حولهم بدأت تخفت، وكأن السماء تستعد لابتلاع ضوءها. همس فارو: "هناك شيء غير مريح بشأنها." لكن قبل أن يتمكن من قول المزيد، توقفت نيرا وأشارت إلى الأفق. هناك، في البعيد، ظهرت مدينة الألوان أخيرًا — لكنها كانت محاطة بجدار أسود شاهق، لا يشبه أي شيء تخيله لومي. ابتسمت نيرا بخفة وقالت: "الآن تبدأ القصة الحقيقية."

الكلمات المفتاحية:

كاتبة وحالمة، تركت روتين الحياة اليومية لأبحث عن القصص التي تُلهم وتُشفي وتُطلق الخيال.
مشاهدة جميع المنشورات (27)