رحلة الأرنب لومي إلى مدينة الألوان - الجزء الأول

post-title

في غابة رمادية تمتد بقدر ما تستطيع العين أن ترى، كان يعيش الأرنب الصغير "لومي". لم يعرف في حياته سوى لون واحد يكسو الأشجار والأرض والسماء، لون باهت يجعل القلب يشتاق لشيء لم يره من قبل. كان "لومي" مختلفًا عن بقية الأرانب، فعيناه كانتا مليئتين بالفضول، وقلبه يرفرف كلما سمع الحكايات القديمة التي ترويها البومة العجوز عن "مدينة الألوان" البعيدة. في كل ليلة، كان "لومي" يخرج إلى حافة التلة، ينظر إلى الأفق متمنيًا أن يرى لمحة من تلك الألوان، لكنه لم يجد سوى رمادية صامتة. وفي إحدى الليالي، بينما كانت الرياح تعصف وتحمل معها أوراقًا ذابلة، شعر "لومي" بنداء غريب في قلبه، نداء يدفعه للرحيل. في الصباح التالي، جمع حقيبة صغيرة فيها بعض الجزر والخبز الجاف، وودع أمه وأخوته الذين حاولوا ثنيه عن الفكرة. قالوا له: "يا لومي، المدينة مجرد أسطورة، لا أحد عاد منها." لكنه ابتسم وقال: "ربما لم يعودوا لأنهم وجدوا ما يبحثون عنه." بدأ "لومي" رحلته بخطوات حذرة، يمر بين الأشجار العارية والأنهار الخاملة. كانت الغابة هادئة أكثر مما ينبغي، وكأنها تحبس أنفاسها وهي تراقبه. وعلى الطريق، التقى بسنجاب صغير يحفر في الأرض بحثًا عن طعام. رفع السنجاب رأسه وقال: "إلى أين أنت ذاهب أيها الأرنب الصغير؟" أجاب لومي: "أبحث عن مدينة الألوان." ضحك السنجاب وقال: "إذا وجدتها، أخبرني، فقد نسيت شكل الألوان منذ زمن." واصل لومي السير حتى حل المساء، فوجد كهفًا صغيرًا ليبيت فيه. أخرج قطعة الخبز، وأخذ يتأمل السماء الرمادية وهو يتساءل: هل حقًا هناك مكان مليء بالألوان؟ وهل سيكون قادرًا على الوصول إليه؟ النوم غلبه، لكن قلبه ظل يحلم بسماء زرقاء وحقول خضراء وزهور حمراء. كان لا يعلم أن رحلته ستغيّر ليس فقط حياته، بل حياة كل من يعيش في الغابة الرمادية.

الكلمات المفتاحية:

كاتبة وحالمة، تركت روتين الحياة اليومية لأبحث عن القصص التي تُلهم وتُشفي وتُطلق الخيال.
مشاهدة جميع المنشورات (27)