رغيف الخبز الأخير - الجزء الثالث

post-title

تصاعد الدخان من خارج النوافذ المكسورة، وسُمع صراخ بعيد يتخلله صفير الرصاص. الشاب جذب مأمون من يده وسحبه إلى زاوية خلفية مظلمة. قال الشاب وهو يلهث: "اسمي سامر، وهناك قناص في الجهة المقابلة. لا تتحرك إلا حين أقول." أومأ مأمون، ولم يكن يدري إن كان يرجف من الخوف أو البرد أو الجوع. لكنه شعر ولأول مرة، أنه ليس وحيدًا. مرّت دقائق بدت دهورًا، ثم قال سامر: "سنهرب عبر المجاري، إنها الطريقة الوحيدة. سأفتح الغطاء وأقفز أولًا، ثم أساعدك." فتح سامر الغطاء الحديدي، وكانت الرائحة كريهة، لكن الخوف أقسى من أي رائحة. نزل سامر، ومد يده لمأمون، الذي تردد، ثم أمسك بها بقوة. في جوف الأرض، بين الرطوبة والظلام، بدأ الهروب الحقيقي، ليس فقط من الحرب... بل من كل شيء.

الكلمات المفتاحية:

كاتبة وحالمة، تركت روتين الحياة اليومية لأبحث عن القصص التي تُلهم وتُشفي وتُطلق الخيال.
مشاهدة جميع المنشورات (27)