الهروب من الجحيم - الجزء الثاني

post-title

منذ تلك الليلة، تغيّر كل شيء. لم يعد سليم يرى الحارس، لكنه صار يشعر بعيون ترصده من كل زاوية. نظرات السجناء تغيّرت، بعضهم يتهامسون عندما يمر، وآخرون يلتزمون الصمت وكأنهم يعرفون أكثر مما يُقال. في وجبة الإفطار، وجد تحت صحنه ورقة صغيرة. كُتب عليها: "كن مستعدًا ليلة الخميس. لا تثق بأحد." ارتجف. لم يكن أحد يعلم باسمه الكامل، ولا بجريمته المفترضة، فكيف عرفوا؟ هل الحارس جزء من خطة حقيقية؟ أم مجرد فخ متقن؟ في المساء، طلبه الضابط المناوب لاستجواب روتيني. لكن الغريب أن الاستجواب لم يكن فيه أي أسئلة... فقط صمت ونظرات طويلة من الضابط. ثم سُمح له بالعودة دون كلمة. بين عودته إلى الزنزانة، ولاحقًا في نومه المتقطع، راوده حلم غريب: كان يقف أمام الباب الخلفي، لكنه كلما حاول فتحه، تحول الباب إلى مرآة... وفيها يرى وجهه، لكنه ليس وجهه. بل شخص آخر. استيقظ متعرقًا. لأول مرة، بدأ الشك يتسلل إلى قلبه: ماذا لو لم يكن هو المستهدف؟ ماذا لو كان مجرد أداة في لعبة أكبر منه؟

الكلمات المفتاحية:

كاتبة وحالمة، تركت روتين الحياة اليومية لأبحث عن القصص التي تُلهم وتُشفي وتُطلق الخيال.
مشاهدة جميع المنشورات (27)