الهروب من الجحيم - الجزء الأول

post-title

في زاويةٍ باردة من سجنٍ حدوديّ ناءٍ، جلس سليم على الأرضية الخرسانية، متكئًا على جدارٍ أكل الرطوبةُ طلاؤه. الليل يسكن المكان، لا يُسمع سوى صرير الريح بين القضبان، وهمسات من خلف الجدران. لم يكن سليم مجرمًا، بل ضحية قصةٍ لم تُكتب نهايتها بعد. جريمته؟ أنه حمل الحقيقة في زمنٍ لا يتسع لها. بدأ يسمع عن “الباب الخلفي”. مجرد شائعة؟ أم أمل زرعه القدر؟ كان السجناء يتناقلونها كما تُتَناقل الأساطير: باب مخفي خلف مستودع مهجور، لا يحرسه أحد، لكنه لا يُفتح إلا لمن كُتبت له النجاة. وفي أحد الليالي، بينما كان سليم يتظاهر بالنوم، اقترب منه ظل. صوت الحذاء العسكري كان مألوفًا... إنه الحارس العجوز، صاحب النظرات الميتة. لكن هذه الليلة، نظر إليه الحارس نظرة مختلفة، ثم همس: "أعرف من أنت... لا تتظاهر بالنسيان. هناك خطة، لكن الوقت ضيق." ثم انصرف. تسارعت أنفاس سليم. هل كانت تلك اللحظة التي انتظرها؟ أم بداية جحيم جديد؟

الكلمات المفتاحية:

كاتبة وحالمة، تركت روتين الحياة اليومية لأبحث عن القصص التي تُلهم وتُشفي وتُطلق الخيال.
مشاهدة جميع المنشورات (29)