همسات القبو - الجزء الثالث

post-title

لم يستطع سامر النوم في تلك الليلة. كلما أغلق عينيه، رأى العجوز في المرآة يهمس مرارًا وتكرارًا، وملامحه مشوهة بين التحذير والخوف. في الصباح، عاد إلى القبو، لكن المرآة لم تعكس شيئًا. كانت باردة، عادية، كأنها لم تُظهر شيئًا بالأمس. أحس أن هناك شيئًا ناقصًا. نظر حوله، فتحت قدمه على بلاطة تختلف عن باقي الأرضية. طرقها... مجوفة. أزاح البلاطة، ليكتشف سردابًا ضيقًا مغطى بالغبار والعظام الصغيرة. كانت رائحة الموت أقدم من الجدران ذاتها. نزل فيه وهو يشعر أنه لا يتصرف بملء إرادته. في نهاية النفق وجد بابًا خشبيًا صغيرًا، عليه نفس النقش الموجود على إطار المرآة: "من يرى، لا ينسى." دفع الباب، ليجد غرفة دائرية، جدرانها مغطاة برسوم قديمة تمثل وجهه. وجهه هو، لكن أكبر سنًا، متعبًا، كأنه عاش سنوات من الرعب. على الجدار، كانت هناك جملة مكتوبة بدم أسود: "لقد بدأت. ولا عودة."

الكلمات المفتاحية:

كاتبة وحالمة، تركت روتين الحياة اليومية لأبحث عن القصص التي تُلهم وتُشفي وتُطلق الخيال.
مشاهدة جميع المنشورات (27)