انفتح الغطاء مجددًا، لكن هذه المرة لم يكن هناك منشور… بل رجلٌ ملثم، ينظر إليهما بعينين جامدتين. "أنتما تبحثان عن خبز؟" سأل بصوت أجش. لم يجب مأمون، بينما قال سامر: "نبحث عن الخروج." أشار الرجل إليهما بالدخول في الكيس الكبير الذي أسقطه. "افتحوه." ترددا… ثم فعلا. داخل الكيس، كان هناك رغيف خبز طازج. حقيقي. لا رائحة عفن، لا وهم. لكن سامر تراجع. "هذا فخ." قال الرجل: "الرغيف هذا سيكفيكما ليوم، وربما للأبد… لكن الثمن هو أن تتركا الطفل وحده." مأمون شهق: "ماذا؟" "الطفل يملك ذاكرة لا يجب أن تبقى. نحن نمنح النجاة، لكن بدون عبء الحقيقة." كان كل شيء ينهار داخلهما… الحرب كانت تمزق الجدران، لكن الحقيقة تمزق الأرواح. سامر حدق في مأمون. مأمون أمسك الرغيف… ثم مزقه إلى نصفين. وقال: "أنا جائع، لكني لا أبيع قلبي." التفت إلى سامر: "إن متنا، فلنمت معًا… ومع الحقيقة." ابتسم الرجل الملثم ابتسامة خفيفة… ثم اختفى.
رغيف الخبز الأخير - الجزء الخامس

انفتح الغطاء مجددًا، لكن هذه المرة لم يكن هناك منشور… بل رجلٌ ملثم، ينظر إليهما بعينين جامدتين. "أنتما تبحثان عن خبز؟" سأل بصوت أجش. لم يجب مأمون، بينما قال سامر: "نبحث عن الخروج." أشار الرجل إليهما بالدخول في الكيس الكبير الذي أسقطه. "افتحوه." ترددا… ثم فعلا. داخل الكيس، كان هناك رغيف خبز طازج. حقيقي. لا رائحة عفن، لا وهم. لكن سامر تراجع. "هذا فخ." قال الرجل: "الرغيف هذا سيكفيكما ليوم، وربما للأبد… لكن الثمن هو أن تتركا الطفل وحده." مأمون شهق: "ماذا؟" "الطفل يملك ذاكرة لا يجب أن تبقى. نحن نمنح النجاة، لكن بدون عبء الحقيقة." كان كل شيء ينهار داخلهما… الحرب كانت تمزق الجدران، لكن الحقيقة تمزق الأرواح. سامر حدق في مأمون. مأمون أمسك الرغيف… ثم مزقه إلى نصفين. وقال: "أنا جائع، لكني لا أبيع قلبي." التفت إلى سامر: "إن متنا، فلنمت معًا… ومع الحقيقة." ابتسم الرجل الملثم ابتسامة خفيفة… ثم اختفى.