الهروب من الجحيم - الجزء الثالث

post-title

الخميس على الأبواب، وكل خلية في جسد سليم تشتعل بالترقب. بدأ بتنفيذ خطوات صغيرة. طلب من أحد السجناء استعارة قطعة قماش لتنظيف الزنزانة، لكنها لم تكن للتنظيف؛ كانت ليصنع منها شيئًا يخفيه. لاحقًا، طلب إذنًا بالذهاب إلى المستودع المهجور لترتيب بعض العلب، وهي حجة وافق عليها الحارس الجديد بسهولة مريبة. عندما دخل، تلمّس الجدار ببطء، كما قيل له في الورقة. ثلاث طَرقات... ثم اثنتان... لا شيء. لكنه شعر بشيء غير مألوف: صمت ثقيل، وكأن الجدران تتنفس. وقبل أن يخرج، سمع صوتًا خلفه: "أنت متأخر." التفت بسرعة، ليرى سجينًا لم يره من قبل، بعينين لا ترمش. قال له السجين: "الخطة تغيرت. أحدهم باعنا." انقبض قلب سليم، وتلعثم: "من؟!" لكن الرجل لم يُجِب، بل ناوله قطعة من ورقة ممزقة: "الليلة، بعد إطفاء الأنوار. وحدك." ثم اختفى في الظلام. عاد سليم إلى زنزانته، وأفكاره تتصارع: هل هذا جزء من الخطة؟ أم كمين داخل كمين؟ وقبل النوم، لمح السجين الذي أعطاه القماش... يسلّم شيئًا للحارس. شيء صغير. شيء لامع.

الكلمات المفتاحية:

كاتبة وحالمة، تركت روتين الحياة اليومية لأبحث عن القصص التي تُلهم وتُشفي وتُطلق الخيال.
مشاهدة جميع المنشورات (27)