رغيف الخبز الأخير - الجزء الثاني

post-title

كان الظل يزحف ببطء، وصوت أنفاسه يعلو في الصمت كأنفاس وحش جريح. حبس مأمون أنفاسه، وكل ما في جسده يرتجف. فجأة، انفتح الباب المهترئ، وظهر شاب في العشرينات، ثيابه ممزقة وعيناه غائرتان كأنهما تحكيان فصولًا من الجوع والخوف. تواجهت العيون، مأمون متجمّد في مكانه، والآخر يحدّق فيه باستغراب. مرت لحظات طويلة كأن الزمن توقف، ثم انكسر الصمت بصوت الشاب: "ما الذي تفعله هنا؟" أجاب مأمون بصوت بالكاد يُسمع: "رغيف... جئت من أجل الرغيف." لم يتحدث الشاب، بل اتجه نحو الطاولة، كسر الرغيف المتفحم إلى نصفين، وناول مأمون نصفه دون كلمة. جلسا في الزاوية، يتقاسمان الصمت والرغيف، كأن بينهما عهدًا وُلد في لحظة لقاء غير متوقعة. لكن تلك اللحظة لم تدم طويلاً، إذ دوّى انفجار جديد، وهذه المرة... كان أقرب بكثير.

الكلمات المفتاحية:

كاتبة وحالمة، تركت روتين الحياة اليومية لأبحث عن القصص التي تُلهم وتُشفي وتُطلق الخيال.
مشاهدة جميع المنشورات (27)