كانت الشمس تودع الأفق بلونها الدموي، حين خرج "مأمون" ذو الأعوام الثمانية يجرّ قدميه فوق الركام. لم يكن يبحث عن لعبة، ولا عن صديق... بل عن رغيف خبز. في زقاق ضيق تتناثر فيه القذائف كأنها أوراق خريف ثقيلة، لمح بابًا نصفه مخلوع. تردد، ثم دخل. رائحة الرماد اختلطت برائحة الخبز القديم، كأن الذكرى وحدها من بقيت. كانت خطواته خفيفة، لكنها مثقلة بالجوع. لمح رغيفًا متفحمًا على الطاولة، تردد لحظة، كأن الحرب لم تسلبه بعد براءته. مد يده... وفجأة دوّى صوت خارجي، تبعه صمت مطبق. اختبأ خلف الجدار، قلبه يطرق كطبل نجاة. لم يكن وحده في البيت المنهار... كان هناك ظل، يتحرك، يقترب. نظر مأمون إلى الرغيف، ثم إلى الظل، وبين الخوف والجوع، كان عليه أن يختار.
الكلمات المفتاحية:
قصص حزينة
حياة محمود
كاتبة وحالمة، تركت روتين الحياة اليومية لأبحث عن القصص التي تُلهم وتُشفي وتُطلق الخيال.
مشاهدة جميع المنشورات (27)