همسات القبو - الجزء الأول

post-title

لم يكن الليل قد أرخى سدوله بعد حين سمع سامر ذلك الصوت. كان وحده في المنزل القديم الذي ورثه عن جده، ذلك المبنى الحجري المهجور الذي طالما حذّره الجميع من دخوله، خاصة بعد الغروب. "سامر..." جاء الصوت هامسًا، ممتدًا، من أعماق القبو المغلق منذ سنوات. تجمد الدم في عروقه. لم يكن يتوهم. الصوت كان واضحًا، رخيمًا ومشحونًا بشيء غريب... كأنه لا يخص هذا العالم. اقترب بخطوات مترددة من باب القبو، يده ترتجف على مقبض الباب الحديدي الصدئ، وعيناه تبحثان عن تفسير في الظلام. فتح الباب، فهبّ نسيم بارد كأن القبو تنفّس للمرة الأولى منذ عقود. هبط الدرجات ببطء، كل خطوة تُحدث صريرًا في قلبه قبل أن تُحدثه على الخشب المتآكل. وفجأة... لمعت عيون في الظلام، ثم اختفت. تسارعت أنفاسه، لكنه لم يعد قادرًا على التراجع. شيء ما، غير مرئي، كان يسحبه إلى الداخل — ليس بقوة الجسد، بل بجاذبية غامضة سكنت قلبه. في زاوية القبو، وُجد صندوق قديم مغطى بالغبار وسلاسل صدئة. اقترب، مد يده إليه، وبينما أصابعه تلامس الغطاء، جاء الصوت من جديد، أقرب هذه المرة: "لا تفتح..."

الكلمات المفتاحية:

كاتبة وحالمة، تركت روتين الحياة اليومية لأبحث عن القصص التي تُلهم وتُشفي وتُطلق الخيال.
مشاهدة جميع المنشورات (27)