مع شروق الشمس، نهض لومي من الكهف، فرش أذنيه لالتقاط أي صوت في الغابة. كان الجو هادئًا، لكن بدا وكأن شيئًا ما ينتظره في الأفق. تابع السير حتى توقفت قدماه أمام وادٍ عميق يفصل بينه وبين الجانب الآخر من الغابة. في أسفل الوادي، كان النهر يجري بصوت هادر، ونسيم قوي يصعد منه محملاً برذاذ الماء. لم يكن هناك سوى جسر خشبي قديم يتأرجح مع كل هبة ريح. الألواح مائلة، وبعضها مكسور، والحبال التي تثبته تبدو وكأنها نجت بصعوبة من عاصفة سابقة. اقترب لومي بحذر، وضع قدميه على أول لوح، فصرّ الجسر وكأنه يتألم. بينما كان يحدق في الجسر متردداً، سمع صوتًا عميقًا يقول: "أنت لست من هنا، أليس كذلك؟" التفت ليرى ثعلبًا برتقالي الفراء يقف على صخرة قريبة. كان الثعلب يرتدي وشاحًا أزرق ممزق الأطراف، وعيناه تلمعان بذكاء. قال لومي: "أنا في طريقي إلى مدينة الألوان." ابتسم الثعلب وقال: "كل من أراد عبور هذا الجسر يحتاج إلى شجاعة، لكن الشجاعة وحدها لا تكفي." اقترب الثعلب بخطوات هادئة، ثم أضاف: "أعرف طريقًا آخر، لكنه أطول بثلاثة أيام. أو يمكنك أن تعبر هذا الجسر معي الآن." شعر لومي بالشك، فهو لم يعتد الثقة بالغرباء. لكن الوقت كان يمر، والشمس بدأت تقترب من منتصف السماء. سأله: "ولماذا تساعدني؟" أجابه الثعلب بابتسامة غامضة: "ربما أحتاجك لاحقًا، وربما... أنا فقط أكره أن أرى أحدهم يتراجع." وقفا معًا على مدخل الجسر، والريح تضربهما بقوة. بدأ الثعلب أولاً، يضع خطواته بثبات وكأنه يعرف أين يضع قدمه. تبعه لومي متشبثًا بالحبال، وقلبه يخفق مع كل اهتزاز. في منتصف الجسر، فجأة انقطع أحد الألواح، فسقط في النهر المندفع. تشبث لومي بقوة، وكاد يسقط لولا أن مد الثعلب يده وأمسكه. وصلا أخيرًا إلى الضفة الأخرى، كلاهما يلهث من التعب. جلسا تحت شجرة وارفة الظل، فقال الثعلب: "أنا اسمي فارو. والآن يا لومي، حان دورك لتخبرني لماذا تبحث عن مدينة الألوان حقًا." أطرق لومي رأسه قليلًا ثم قال: "أريد أن أعرف كيف يبدو العالم حقًا، أريد أن أرى ما هو أبعد من هذا الرماد." نظر فارو إلى الأفق وقال بهدوء: "إذن، نحن في الطريق ذاته." لم يكن لومي يعلم أن فارو يخفي سرًا كبيرًا، وأن هذا الجسر لم يكن سوى بداية التحديات التي تنتظره.
